Site icon عين ليبيا

هجرة الأسر قد تؤدى إلى إنحراف الأبناء

الهجرة و طلب الحياة الكريمة التي تضمن أبسط الحقوق للمواطن و أسرته خارج الوطن هي مطلب الكثير لعدة أسباب منها: البحث عن الأمن و الأمان و الإستقرار و فرص العمل و التعليم و العدالة المنشودة و غيرها من الأساسيات التي لم تتوفر بالشكل المرضي داخل أوطانهم لتضمن لهم حياة كريمة و مستقرة.

لا يخفي عن الكثير حجم التحديات التي تواجهها الأسر خارج الوطن و بالأخص تحديات تربية الأطفال المتزامنة مع متطلبات العمل لتحقيق دخل كفيل بتغطية المصاريف الثابتة كإيجار المنزل و الضرائب و فواتير الماء و الكهرباء و الغاز علاوة على المتطلبات اليومية الأخرى.

خلال هذه الرحلة قد يقع الأبناء فريسة للإهمال و بالتالي الضياع أو الإنحراف أو التطبع بطباع و ثقافات أخرى لا تتماشي مع ديننا و لا عاداتنا و تقاليدنا بسبب إنشغال أرباب الأسر عن أبنائهم نتيجة ضغوطات العمل و متطلبات الحياة.

قد يتجه البعض إلى التعامل بشدة مفرطة إتجاه أبنائه كنوع من التربية الأمر الذي ينتج عنه في نهاية الأمر خلق مسافة و عداوة بين الأبناء و الأباء أو ينتج عنه إنفصال أسري نتيجة للإهمال و عدم التفاهم في تحمل الأعباء الأسرية.

في بعض الأحيان قد تؤدي الخلافات الأسرية أو إستخدام العنف إتجاه الأطفال سواءً بقصد أو بغير قصد إلى سحب الأطفال من العائلة وفقاً لقانون الأسرة أو حرمان أحد الأبوين من زيارتهم أو حتي مصاحبتهم في حالة الشكاوي القضائية المقدمة من الزوجين أو بسبب متابعة الأطفال من إدارة المدارس أو بلاغات الجيران للشؤون الإجتماعية.

قد يهمل البعض جانب تعليم اللغة العربية لأبنائه منذ نعومة أظافرهم الأمر الذي يكون له الأثر الواضح في عدم تمكنه من قراءة القرآن بشكل جيد و بالتالي ينعكس على أداء الصلاة و فهم المعاني بالشكل المطلوب أو التلذذ بروحانية أداء الشعائر الدينية.

البعض قد يهمل الإستماع إلى ابنائهم ؛ يومياتهم و مشاكلهم و متطلباتهم و عدم مجالستهم لغرس القيم و المبادئ السمحة و تعليمهم و نصحهم و إرشادهم لمعرفة الخطأ من الصواب بأسلوب مقنع بعيداً عن العنف و الترهيب و الوعيد.

و تجدر الإشارة إلى أنه في عصرنا الحالي يقع معظم الأطفال و المراهقين فريسة التقدم التكنولوجي و إستخداماته السيئة حيث تفضل بعض الأسر إلهاء أطفالهم بالألعاب الإلكترونية عبر إستخدام الهواتف الذكية طوال الوقت أو بمتابعتهم لقنوات اليوتيوب و بشكل غير مراقب و ما تحمله من تسميم للأفكار علاوة على إحتواء البعض منها على الرذيلة و الإنحطاط في القيم و الأخلاق.

من أصعب الضرائب التي يواجهها أو يدفعها الإنسان المهاجر و المصاحب لأسرته بالتحديد هو إنحراف أبنائه و النهج السليم في تربيتهم و متابعتهم ليصل بهم إلى بر الأمان علماً بأن هناك الكثير من الأسر قد نجحت في تخطي هذه التحديات و أصبحت مثال يقتدي به.

الإتزان بين تحقيق الدخل المطلوب و الطموحات المنشودة و الأهداف المراد تحقيقها من الهجرة و بين تكوين أسرة ناجحة و أبناء صالحين هو العلامة الفارقة في أرض المهجر مع طموحات العودة إلى أرض الوطن مستقبلاً.

بقلم المداح

Exit mobile version